يمكن لكل إنسان أن يتعرض إلى الإعاقة أو يكون مسؤولًا عن شخص معاق في محيط أسرته أو عمله. وتعد أبرز أنواع الإعاقة انتشارًا هي تلك المرتبطة بصعوبة في الحركة أو اضطراب في السلوك أو نقص في النظر.
ويتعرض المعاق أكثر من غيره إلى مخاطر الأمية والبطالة، وهو كذلك يكون أقل حظًا في الحصول على تدريب مهني مناسب.
كما لا يتمتع في أغلب الأحيان بالخدمات الاجتماعية المتاحة ومع ازدياد متطلبات الحياة عامة وحاجات المعاق خاصة تصبح تلبية احتياجاته أكثر صعوبة وتقتصر علاقاته غالبًا على الإطار العائلي الضيق.
سبل الوقاية:
على قدّر ما تكون الوقاية مبكرة تكون الجدوى المرتقبة أحسن وكذلك التكلفة وهي تسمح بتفادي الإعاقة أو التخفيف من حدتها ويمكن للوقاية أن تنجز أثناء مختلف المراحل وعلى كل المستويات.
وإلى جانب أهمية تحسين ظروف المعيشة والأثر الإيجابي للتنمية الاجتماعية والثقافية كمحو الأمية وإعانة العائلات المحتاجة يتعين تحسين الخدمات الصحية كالولادة والمراقبة والتطعيمات المنتظمة والغذاء المتوازن والسعي إلى استئصال بعض الأمراض المؤدية إلى الإعاقة.
وللنصائح الوراثية دور مهم في توعية الأسرة بإمكانية تعرض المولود لأمراض خلقية وراثية خاصة عند وجود سوابق عائلية، ومن أهداف الفحص قبل الزواج السعي إلى تفادي مثل هذه الحالات.
تلعب صحة الأطفال في المراحل ما قبل الدراسة في المدارس دورًا بارزًا في الاكتشاف المبكر لبطء النمو النفسي والحركي وللاكتشاف المبكر عدة فوائد: مثل التثبت من المرض المسبب للإعاقة، والعمل على إيقاف تأثيراته قبل فوات الأوان، وإحصاء تواتر الحالات بقصد تخطيط الإمكانات اللازمة للتكفل بها في الميادين الطبية والتربوية والاجتماعية.
وكذلك لتوفير وسائل العلاج والتأهيل مثل علاج الشلل، أو إصلاح نقص النظر أو تدارك التأخير الدراسي منذ السنة الأولى من التعليم الابتدائي.
مستويات التدخل لدى الفرد والعائلة:
1- السعي إلى توثيق الصلة مع المعاق دون عقد والحوار معه بجدية.
2- تشجيعه على الاعتماد على نفسه ولو تطلب الأمر بعض الجهد.
3- التحلي بالصبر إزاء بطء الحركة وتفهم الصعوبات التي قد يلاقيها المعاق في إنجاز عمل قد يبدو سهلًا.
4- على الأسرة أن تسعى إلى فهم إعاقة وليدها منذ البداية فتعمل على تأهيله أوإعادة تأهيله وتتعلم كيفية تربيته ومعاملته حسب خصوصياته.
5- يجب التعرف على الخدمات الاجتماعية والتربوية والصحية المتوفرة لفائدة المعاق حسب نوعية النقص للاستفادة منها.
6- الإصرار على تسجيل الطفل في مدارس عادية إذا كانت حالته تسمح له بتلقي تعليمه بها والسعي إلى إلحاقه بمعاهد التعليم الخاص أو المعاهد المهنية إذا استدعت الحالة ذلك لإكسابه مهنة.
7- العمل على التسهيلات اللازمة والملائمة للمعاقين في أماكن الدراسة والعمل والأماكن العامة كانحدار الأرض وتوفر الإرشادات الضوئية.
إن الوقاية من الإعاقة ممكنة وكذا تفاديها إذا تضافرت جهود كل أفراد المجتمع لمساعدة المتضررين وأسرهم وتزداد الجدوى كلما تم الكشف على الإعاقة في مرحلة مبكرة من الحياة وذلك سعيًا لتنمية الاستقلالية والاكتفاء الاقتصادي للمعاق.
وقد مكنت الاكتشافات العصرية من توفير كثير من الآلات والوسائل الناجعة لتغطية النقص الحاصل لبعض الوظائف مثل الكراسي المتحركة وأجهزة التحكم عن بعد وآلات الكمبيوتر والسيارات المهيأة.
الكاتب: تراجي فتحي
المصدر: موقع الزوجان